ازورا آدم – ابنة نبي الله آدم وزوجة نبي الله شيث عليهما السلام – كانت ازورا آدم ابنة آدم وحواء وزوجة (وأخت) شيث كما ذُكر في كتاب اليوبيل ، الفصل 4
شيث أو النبي شيث هو ثالث أبناء آدم عليه السلام وأمنا حواء، وهو أخو قابيل وهابيل، فهم الثلاثة أبناء الوحيدون الذين تم ذكرهم في التاريخ.
وذكر في سفر التكوين 4:25 وُلد شيث بعد ما تم قتل هابيل ، وشكرت حواء الله لأنه وهبها شيثاً بديلًا عن ابنها المقتول وتم ذكر شيث أيضًا في الأحاديث النبوية التي أخبرنا بها النبي محمد –صلى الله عليه وسلم.
ازورا آدم – ابنة نبي الله آدم وزوجة نبي الله شيث عليهما السلام
في الصابئة المندائية
يعتبر هذا النبي هو أحد الأنبياء في ديانة الصابئة المندائيون، وديانة الصابئة كما ثبت أنها اسم لأقدم ديانة توحيدية سماوية، وهي الديانة الأولى التي أنزلها الله سبحانه وتعالى على رسوله ونبيه آدم عليه السلام. ولهذه الديانة السماوية كتابهم المنزل والذي يطلق عليه اسم (جنزا ربا) أي الكنز العظيم، وكان هذا الكتاب يجمع صحف أنبياء الصابئة، وكان لهذه الديانة العريفة الموحدة لله سبعة أنبياء، وهم: آدم –عليه السلام-، شيتل بن آدم أو شيث، أنوش، نوح، سام بن نوح، دنانوخ أي إدريس، وآخرهم كان نبي الله يحيى ابن زكريا.
في سفر التكوين
على حسب سفر التكوين تمت ولادة شيث حينما كان عمر نبي الله آدم 130 عامًا، وقد كان يشبه أبيه آدم، وتكرر ذكر أنه كان لأبونا آدم عندما توفي بنات وأبناء، وقد عمر (تسعمائة وثلاثون) عامًا، وعلى حسب ما ورد في الكتاب المقدس عاش شيث (تسعمائة واثني عشر) عامًا.
في اليهودية
يشير راشي (رابي شلومو يتسحاقي) إلى أن شيث هو جد نبي الله نوح، وبالتالي فإنه هو أبو جميع البشر الذين نجوا من طوفان نوح. وفي الغنوصية، يرى أن شيث كما لو أنه بديل قد أنزله الرب عوضًا عن هابيل، الذي قام بقتله قابيل. ويقال بأن آدم قد قام بتعليم ابنه شيث الأسرار التي صارت بعد ذلك قبالة. ويرى كتاب الزوهار بأن شيث هو والد جميع الأشخاص الأتقياء والصادقين. وحسب صدر عولام راباه، تمت ولادة شيث في السنة 130 من تقويم سنة العالم، وحسب الآقداة كان له (ثلاثة وعشرون) ابنة و (ثلاثة وثلاثون) ابنًا. وحسب صدر عولام، توفي شيث في العام 1042 من تقويم سنة العالم.
ازورا آدم في المسيحية
يذكر كتاب اليوبيلات حسب الطقوس الإسكندرية أن شيث ولد في عام 130 من تقويم سنة العالم، وحسب نفس الكتاب قام شيث بالزواج من أخته ازورا آدم والتي كانت أصغر منه بأربعة أعوام وذلك في عام 231 س.ع، وقد ولدت ابنها أنوش. والذي خلد ذكرى شيث بوصفه أنه أحد الآباء القديسين في كنيسة الأرمن الأرثوذكس مع آدم وقابيل وآخرين مع يوم احتفال يوافق السادس والعشرين من يوليو من كل عام. ويدخل شيث ضمن قائمة آباء يسوع حسب ما ورد في إنجيل لوقا.
ازورا آدم في الإسلام
لم يتم ذكر شخصية شيث ولا ازورا آدم في القرآن الكريم؛ لكن ورد ذكره في الأحاديث النبوية على أنه كان الابن البار والثالث لأبوية آدم وحواء، ويرون بأنه هبة من المولى –عز وجل- لعبده آدم بعدما صبر على فقدان ولده هابيل. وقد ذكر ابن كثير في كتابه البداية والنهاية أن شيث كان نبيًا مثل أبيه آدم –عليه السلام-، وقد حمل رسالة الدعوة بعدما توفي أبيه آدم إلى البشرية، ويصنفه على أنه كان من بين آباء ما قبل الطوفان الصالحين من أبناء آدم –عليه السلام-.
وتشير بعض المصادر على أن شيث قد تلقى الصحف الأولى التي تم ذكرها في القرآن الكريم في سورة الأعلى في قول الله تعالى: { إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (19)}. ويذكر الطبري والقروسطي وآخرون من الأئمة بأن شيث قد قام بدفن أبيه آدم –عليه السلام- وقام بدفن النصوص المقدسة معه في قبره والذي يدعى (قبر الكنوز).
ويبين الأدب الإسلامي بأن شيث قد تمت ولادته بعدما تعدى عمر نبي الله آدم –عليه السلام- عمر 100 عام، وأن آدم قد قام بتعيين شيثًا لحمل أعباء الرسالة وقيادة الأبناء الأولين لآدم. وقد أورد أبو الوفاء المبشر بن فاتق مؤرخ ومترجم دمشقي صاحب كتاب “مختار الحكم ومحاسن الكلم” فصلًا كاملًا عن شيث. وذكر أيضًا في الرواية الإسلامية أن شيث قد آتاه الله الحكمة فعلم الموعد المحدد للطوفان العظيم، والطريقة لأداء الصلاة الليلية.
وحسب الإسلام واليهودية والمسيحية يعود نسب البشرية إلى شيث؛ حيث أن هابيل لم يخلفه أي بنين، وأن أبناء قابيل قد لقوا مصيرهم في الطوفان العظيم، وذلك حسب ما ورد في الرواية الإسلامية. وأيضًا ذكرت الروايات بأن هناك عدة حرف إسلامية تقليدية ترجع إلى شيث؛ مثل: صناعة الأمشاط من قرون الحيوانات. وفي التصوف يؤدي شيث دورًا كبيرًا عندهم، فقد أورد ابن العربي في كتابه “نثرات الحكمة” فصلًا كاملًا عن شيث أطلق عليه (حكمة الانتهاء في كلمة شيث).
يقع قبر شيث في جبال وادي البقاع في بلدة النبي شيث بلبنان، ويوجد هناك مسجد باسمه وقام بوصفه الجغرافي ابن جبير وذلك في القرن الثاني عشر. وورد في روايات أخرى من الجغرافيين العرب في القرون الوسطى والذين عاشوا منذ القرن الثالث عشر يقومون بوصف مكان قبر النبي شيث بأنه موجود جنوب غرب بلدة الرملة والواقع ببلدة بشيت. ولفظ بشيت حسب صندوق استكشاف فلسطين يعني بيت شيت. وقد تم تهجير سكانها مع تأسيس إسرائيل عام 1948م، ولكن قد نجت الثلاث قبب في موشاف أسيريت والتي يقال عنها أنها قبر لشيث.
ويقول ابن كثير في كتابه البداية والنهاية:
لما مات آدم -عليه السلام- قام ولده شيث بأعباء الأمر من بعده وكان نبيًا. ومعنى شيث: يعني هبة الله، وقد أسمياه بذلك لأن الله قد رزقهما إياه بعدما قام قابيل بقتل أخاه هابيل، فلما حانت لحظة وفاة شيث أوصى بالخلافة من بعده لابنه أنوش.
ثم بعده إلى ولده قينان، ثم من بعده ابنه مهلائيل، ومهلائيل هو الذي يزعم الأعاجم من الفرس بأنه هو ملك الأقاليم السبعة، وأنه أول من بنى الحصون والمدائن الكبار وأول من قطع الأشجار، وهو الذي قام ببناء مدينة بابل ومدينة السوس الأقصى، وأنه قام بقهر إبليس وجنوده وقام بتشريدهم عن الأرض إلى أطرافها وشعاب جبالها، وأنه قام بقتل خلقًا كثيرة من الغيلان ومردة الجن.
وقد كان له تاج عظيم، وكان يخطب الناس وقد دام ملكه أربعون عامًا، فما توفي بعد 912 سنة تولى الأمر من بعده ولده يارد فلما حضرته الوفاة أوصى بالملك من بعده إلى ولده خنوخ وهو نبي الله إدريس على المشهور.