اسباب اعراض و علاج الجاثوم والسحر في الإسلام نهائيا – في المجتمعات التي لا تهتم كثيرًا بالعلم تنتشر الخرافات وتظهر كأول تفسير للظواهر وفي الكثير من القرون الفائتة، والتي لم يكن العلم فيها محورًا هامًا انتشرت بها الكثير من الخرافات حول أمور كثيرة، وأحد هذه الخرافات هي الجاثوم، ما معناه؟ وكيف قام السابقون في القرون الماضية بتفسيره؟
أسباب و علاج الجاثوم والسحر في الإسلام نهائيا
ما هو الجاثوم ولماذا ياتي
انتشرت أسطورة الجاثوم بين السكان المحليون في الكثير من البقاع في الأزمنة الماضية، ومع تدني مستوى العلم في تلك الفترة لجأ الكثير من الناس إلى تفسير هذه الظواهر بطريقة بعيدة عن العقل، ومتفقة مع عقائدهم في ذلك الوقت، فقام البعض بتفسيره بأنه يرمز للشيطان، أو أنه واحد من الأشباح التي هربت من الجحيم.
وخصوصًا في القرن الثامن عشر قام المجتمع الكنسي في الكثير من الدول الغربية بتعريف الجاثوم على أنه أحد الملائكة الذين تم طردهم من الجنة بسبب شهوته المبالغة؛ لذلك ظن الناس أن الجاثوم هو عبارة عن شيطان مغتصب، يظهر للنساء في شكل رجل، ويظهر للرجال في شكل امرأة.
وتحكي الخرافة بأن الشخص الذي يشاهد الجاثوم خلال نومه يشعر بأن الشيطان قد قام بوضع يده فوق فمه حتى يمنعه من الاستغاثة والصراخ، وأنه يقوم بشل حركة الأيدي والأرجل ليمنع الشخص من التحرك، وكان المعتقد المنتشر بين الناس هو أن الجاثوم عندما يأتي لأحد الأشخاص فإن جميع من في المنزل معه يغطون في نوم عميق في اللحظة التي يظهر فيها الجاثوم.
ويطلق على الجاثوم باللغة اللاتينية كلمة “Incubus”، وهي تعني الثقل، وتشير إلى أن الجاثوم يكون ثقيلًا على الشخص خلال نومه، وبالتالي يقوم بمنعه من الحركة.
وروى السابقون بأن الجاثوم يأتي خلال الفترة التي تكون بين نوم الشخص ويقظته، ويقوم بالجثوم على صدره، ويشعر الشخص بأن جميع أعضائه مخدرة تمامًا، وينفصل عن كل ما يدور حوله، ويصير كما لو كان مشلولًا بشكل كامل، وترتفع نبضات الشخص، وتكون دقات قلبه سريعة، وخلال ذلك يرى هيئة لشخص أسود مثل الدخان، وربما تكون عيناه مفتوحتان على آخرهما إلا أنه لا يرى سوى ذلك الشيء، وأحيانًا كذلك يرى الشخص كوابيس مزعجة بحيث تتجسد بها كل مخاوفه.
ويقال بأن الطريقة الوحيدة للتخلص من الجاثوم هي أن يقوم الشخص بتحريك أحد أطرافه أو يطلق صوته، وبالتالي لا يتمكن الجاثوم من التملك منك إذا قمت بنفض التخدير عن رأسك، وربما يتمكن الشخص من فعل ذلك وربما لا يستطيع ذلك.
العلم له رأي آخر في هذا الأمر في المجتمعات المتقدمة، وبعد انتشار العلم والمعرفة والتوسع في كل منهما، تم تحليل هذه الظاهرة (ظاهرة الجاثوم) للتفسير والتحليل المنطقي، فلم يعد العقل يصدق غير الدلائل والحقائق الواضحة.
لذلك تم تفسير هذه الظاهرة بأنها عبارة عن شلل للجسم أثناء النوم، وهو يعني بأنه يحدث اضطراب للشخص خلال نومه قرب المرحلة الأخيرة قبل استيقاظ الشخص من نومه، هذه الحالة يتعرض الجسم فيها إلى حالة من ارتخاء العضلات ما عدا عضلتي الحجاب الحاجز والعين الخارجية.
وربما يحدث بأن الشخص يتخطى هذه المرحلة أثناء نومه بحيث يتجه إلى مرحلة الاستيقاظ، ولكن تبقى العضلتين اللتين تم ذكرهما مرتخيتين، فيشعر الشخص حين ذلك بأنه يعي كل ما حوله لكنه لم يستيقظ، وبسبب ذلك ربما يشاهد الشخص بعض الأطياف التي تزعجه، مما يؤدي إلى شعوره بالخوف والتوتر، وتشل أطرافه عن الحركة.
وبمجرد أن يستيقظ الشخص ويتمكن من تحريك أطرافه يدخل في نوبة من الإعياء وربما البكاء في بعض الأحيان، وذلك بسبب شعوره بأنه كان يحتضر، ولكن هذه الحالة تأتي في الأساس بسبب تعرض الشخص للكثير من الضغوط النفسية والقلق واضطرابات نومه، وأفضل علاج لها هو أن يسترخي الشخص ويهدئ من روعه، وألا يقوم باستخدام العقاقير التي تتسبب في حصول الهلوسة.