المنجيات من عذاب القبر ابن باز – ينتشر بين العديد من الناس بعض السور من القرآن الكريم ليطلقوا عليها السبع المنجيات والتي تتمثل في سورة الكهف، وسورة السجدة، وسورة يس، وسورة فصلت، وسورة الدخان، وسورة الواقعة، وسورة الحشر
وقد وصل إلى أن هناك بعض الأشخاص يقومون بنشر تلك المعلومات على الورق في الشوارع في المدينة المنورة أو حتى عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أو تويتر وهناك آخرين يظنون أن السبع المنجيات من عذاب القبر هم سبع آيات فهل تلك السور أو الآيات تنجي حقا من عذاب القبر أم أن الأمر لا أصل له في الدين يجيب المقال عن تلك التساؤلات.
المنجيات من عذاب القبر ابن باز
يتداول العديد من الأشخاص بعض آيات من القرآن الكريم، أو عدد من السور على أنها من المنجيات من عذاب القبر حال حفظها وتتمثل تلك السور في سورة الكهف، وسورة السجدة، وسورة يس، وسورة فصلت، وسورة الدخان، وسورة الواقعة، وسورة الحشر، وسورة الحشر.
كان رد العلماء أن تلك السور تسميتها بلفظ المنجيات لا أصل له، وأن تخصيصها بالقراءة في زمان محدد أو مكان محدد لا أصل لها لذلك لا يجوز القول أنها من المنجيات لعذاب القبر فقط.
وحول ما أثير عن سبع آيات هي من المنجيات من عذاب القبر أضاف العلماء أن جميع آيات القرآن وسوره هدى من الرحمان ورحمة للمؤمنين وشفاء لما في الصدور، وأن النبي صلى الله عليه وسلم بين بعمله وقوله وتقريره أنه يجوز أن تتم الرقية من خلال القرآن الكريم ولكن لم يثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه أسمى تلك الآيات أو أي آيات أخرى بالمنجيات.
المعوذات التي أوصى بها الرسول صلى الله عليه وسلم هي سورة الإخلاص قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ.
سورة الفلق، قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ(1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ(2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ(3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ(4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ(5).
سورة الناس، قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ(1) مَلِكِ النَّاسِ(2) إِلَهِ النَّاسِ(3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ(4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ(5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ(6).
أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بقراءتهم 3 مرات والنفث في الكف بعد كل مرة ثم مسح الوجه والجسد، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم أن من قرأ آية الكرسي عند الخلود للنوم لم يقربه الشيطان.
أما عن منجيات عذاب القبر بشكل عام فتشمل التالي الإكثار من ذكر الموت كما أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم ن أبي هريرة رضي الله عنه؛ أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكثروا من ذكر هادم اللذات والمقصود هنا الموت؛ الحديث صحيح ورواه الترمذي، والنسائي، وابن ماجه.
فوائد ذكر الموت تتمثل في أنه يمنع المؤمن من القيام بالذنوب والمعاصي، ويدفع الشخص إلى الإسراع بالتوبة حال وقوعه في معصية.
يساعد ذكر الموت على محاسبة الشخص لنفسه والتوبة والندم والاستغفار فكما يقول ابن القيم:
لا بد أن يجلس الرجل عندما يريد النوم لله ساعة يحاسِب نفسه فيها على ما خسره وربحه في يومه، ثم يجدد له توبة نصوحا بينه وبين الله، فينام على تلك التوبة، ويعزم على ألا يعاود الذنب إذا استيقظ، ويفعل هذا كل ليلة، فإن مات من ليلته مات على توبة، وإن استيقظ مستقبلا للعمل، مسرورا بتأخير أجله، حتى يستقبل ربه، ويستدرك ما فاته، وليس للعبد أنفع من هذه النومة، ولاسيما إذا عقب ذلك بذكر الله، واستعمال السنن التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند النوم حتى يغلبه النوم.
الوسيلة الثانية تتمثل في الإيمان بالعمل الصالح حيث قال الله تعالى في سورة إبراهيم الآية 27 يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ.
يقول العلامة السعدي أنه يقوم الملكين بالسؤال من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ ليقول المؤمنين الله ربي، والإسلام ديني، ومحمد نبيي.
التقوى أيضا من الأسباب التي تؤدي إلى نجاة العبد في الدنيا وفي الآخرة أيضا كما قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بسورة النمل الآية 53:
وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ.
الشهادة في سبيل الله أيضا من منجيات عذاب القبر كما قال حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رواية المقدام وهو حديث صحيح أخرجه الترميذي:
لِلشهيدِ عند الله ستُّ خصال: يغفر له في أوَّل دفعة مِن دمه، ويرى مقعده مِن الجَنَّة، ويُجَار مِن عذاب القبر، ويأمن مِن الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاجُ الوقار؛ الياقوتة منه خيرٌ مِن الدنيا وما فيها، ويُزَوَّج اثنتين وسبعين زوجة مِن الحور العين، ويشفع في سبعين مِن أقاربه.
عذاب القبر
يشكك القليل من المسلمين في فكرة عذاب القبر لذلك يجب التأكيد أن لقبر إما أن يكون روضة من رياض الجنة، وفي بعض الأحيان يكون حفرة من حفر النار.
جاءت أحاديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام عن عذاب القبر، حيث أن المؤمن ينعم في قبره، أي أن المؤمن يكون في نعيم دائم في قبره، والمقصود هنا روحه حيث تنقل إلى الجنة.
أما عذاب القبر في القرآن فقال الله تعالى في سورة غافر، فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآَلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ 45 النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ 46.
قال الله سبحانه وتعالى أيضا بالآية 93 من سورة الأنعام، مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ.
الأحاديث التي تحدثت عن عذاب القبر أيضا عديدة ومنها ما ورد في الصحيحين أن الرسول صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال: إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، أما أحدهما: فكان لا يستبرئ من البول، وأما الآخر: فكان يمشي بالنميمة.
صحيح مسلم أتى فيه الحديث التالي أيضا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذه الأمة تبتلى في قبورها، فلولا أن لا تدفنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه.
هناك حديث آخر في صحيح مسلم قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم قال: إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير فليتعوذ بالله من أربع: من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال.
ورد في الصحيحان عن أم المؤمنين عائشة أنها قالت: سألت النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن عذاب القبر، قال: نعم عذاب القبر حق.
كل تلك أدلة تثبت وجود عذاب القبر، إذا عذاب القبر موجود وهناك طرق لتجنبه جميعها تتمثل في قراءة القرآن وفعل الخير وتجنب المنكرات دون الاعتماد على آية أو سورة بعينها.