تلخيص قصة حي بن يقظان لابن طفيل – فلسفة التأمل تقود الي الخالق
كتب هذه القصة الكاتب الأندلسي أبو بكر محمد بن عبد الملك بن طفيل القيسي ، وكان بن الطفيل وزيراً وطبيباً وكاتباً ولكنه كان يميل الي التأمل ويقضي أغلب وقته فيه .
كانت قصته حي بن يقظان هي وسيلة منه لينقل آراءه الفلسفية علي لسان بطلها بطريقة مبسطة سهلة تستوعبها كل العقول.
وقد ترجمت هذه القصة الي العديد من اللغات وكانت قصة الفيلسوف الذي علم نفسه هي ترجمة لاتينية لقصة حي بن يقظان والذي كتبه ادوارد بوكوك.
تدور قصة حي بن يقظان حول مدينة جميلة يملكها ملك مغرور له اخت ذات حسن وجمال طيبة القلب ولكن أخاها يرفض كل من يتقدمون لخطبتها فهو يري انه ليس هناك اي شخص يستحق اخته ولكن قلب شقيقته سرقه قريباً لهم يسمي يقظان .
احب يقظان اخت الملك واحبته هي الأخري وقرروا الزواج ولكن دون ان يعلم اخاها وبالفعل تزوجوا سراً وحملت الأميرة من يقظان وأنجبت طفلا جميلا خافت عليه من اخاها إذا علم بالقصة قد يقضي عليه.
فكرت الأميرة في طريقة لكي تحمي إبنها الرضيع فقامت بوضعه في صندوق خشبي وتركته في البحر تتقاذفه الأمواج.
وصل التابوت عند شاطئ جزيرة مهجورة ليس بها اي شئ سوي ظبية شاءت الأقدار ان يُقتل طفلها علي يد الطيور الجارحة وفجأة بكي الطفل جوعاً فهرعت اليه الظبية معتقدة أنه طفلها ولكنها وجدته جائعاً فقامت بإرضاعه .
ظل الطفل في رعاية الظبية لمدة سبع سنوات حتي جاء اليوم الذي توفت فيه الظبية وفي البداية لم يفهم الصبي ماذا حلّ بها وأخذ يناديها بصوتها الذي تعلمه منها ولكنها لم تكن تستجيب.
جلس الصبي بجانب جثة الظبية حتي نفقت جثتها وشعر الصبي بالضيق من تلك الرائحة الصادرة منها ففكر ان يدفنها كما رأي الغراب يفعل مع اخيه عندما قام بحفر الأرض ودفنه فقام الفتي بحفر الأرض ودفن الظبية العزيزة علي قلبه.
مرت الأيام والطفل يعيش وحيداً يحاول ان يبقي حياً وسط هذه الطبيعة وذات يوم اشتد المطر والبرق واشتعلت النيران فوجئ الفتي بها فهو لم يكن قد رأي ناراً من قبل فحاول الإمساك بها ولكنها احرقته فأخذ يتحايل عليها حتي استطاع ان يأخذ قبساً منها وظل يختبر قوتها ليستفيد منها.
بلغ الفتي العشرين واكتسب خبرات لا حصر لها فبني لنفسه بيتاً يقيه الشمس الحارقة او البرودة والمطر وكسا جسده بجلود الحيوانات وصنع الخيوط من جلود الحيوانات ومن كل نبات ذي خيطاً كما استأنس بجوارح الطيور والحيوانات وإستخدمها للصيد فكانوا يساعدوه ولا يقتربوا منه او يأذوه.
كان بن يقظان يحب التأمل وكثيراً ما كان يجلس وحيداً ليلاً ينظر للنجوم والشمس والقمر ويقول في نفسه ان هذا الكون ليس له سوي اله واحد قوي قادر علي التحكم في كل شئ ولا يمكن ان يسكن هذا الاله جسداً بالي ضعيف ككل الكائنات من حوله وظل حي بن يقظان يتأمل في الطبيعة محاولاً التقرب الي خالقه.
وذات يوم وهو يبحث في الجزيرة كعادته وجد كائن لا يشبه الحيوانات التي يعرفها وكان جسده مغطي بلباساً من شعر فإعتقد إبن يقظان ان هذا الكائن خُلق علي هذه الحالة.
تتبعه حي بن يقظان الي حيث مشي ووجده يصلي وسمع منه صوتاً جميلاً فأعجب به كثيراً وشعر ان هذا الرجل علي معرفة بالخالق خاصة عندما وجده يشبهه في الشكل الخارجي فأدرك انه مثله ولكن عندما رأه الغريب هرب منه وخاف في بادئ الأمر حتي تعرف عليه اخيراً وإستأنس وجوده.
أخذ الغريب يعلّم ابن يقظان الكلام حتي أصبح يفهمه ويدرك ما يقوله ثم علّمه كل ما كان يعرفه عن امور دينه وكان الغريب اسمه اسال وادرك حي بن يقظان ان كلام الغريب في الدين يشبه كثيراً ما استنتجه هو بنفسه.
وذات يوم ضلت سفينة طريقها ووصلت الي جزيرة بن يقظان وحملتهم معها الي احد البلاد القريبة.
كان بن يقظان متعجباً من اهل البلاد فهم مشغولون كثيراً بأمور دنياهم ويعطوها اكبر من حجمها وغافلون تماماً عن امور دينهم وعبادة الخالق فحاول ابن يقظان ان يهديهم ويخطب بهم لعلّهم يعودون الي رشدهم ولكن بلا فائدة فشعر حي بن يقظان بالإحباط واليأس وعاد الي جزيرته ومعه شخصاً واحداً يعبدون الله ويتأملون في مخلوقاته حتي حان أجلهما في تلك الجزيرة الغامضة.