قصة حب جميل وبثينة .. من روايات حب عربية
دارت أحداث قصة حب جميل وبثينة في العصر الأموي، فقد كان جميل أحد أبناء معّمر العذري وكان لدى والده قطيع من الإبل التي يقوم جميل برعايتها، وكان يذهب بها ليرعَها حيثُ العشب وابار المياه، وفي يوم من الأيام بينما جميل يرعى إبله تأتي فتاة ببعض من الإبل حتى ترويها من البئر، فنفرت الإبل التي تخص جميل عندما رأت القطيع الاخر، فقام الفتى بسّب تلك الصبية وتوجيه الكلام الغير لائق لها.
فإذا بها تردّ عليه ولم تسكت كما هو معروف في عادتهم وتقاليدهم، كانت تلك الفتاة تُسمى بثينة بنت الحباب، تفاجأ جميل من ردّ فعل بثينة وأعُجب بها كثيراً.
ومن هُنا بدأت قصة الحبّ بينهم فأصبح يلتقيان ويتواعدان دائماً ولكن في السر دون علم أحد، واشتد رباط الحب بينهم إلى أبعد الحدود، ثُم تَقدم جميل لخطِبة محبوبته، ولكن رفض أهل بثينة طلبه كونهم لا يزوجون بناتهم لأحد من خارجهم، وحتى يغلقوا الأبواب تماماً أمام جميل قاموا بتزويج بثينة لأحدى الشباب من قبيلتهم ظناً منهم بأن ذلك يكون حل للموضوع.
ولكن حب جميل وبثينة كان أقوى من أي قيود حتى وأن كان ذلك القيد هو الزواج، فاستمرا في اللقاء سراً من وراء زوج بثينة، ولم يغفل الزوج عن تلك العلاقة فقد كان يَعلم كل شيء، فذهب إلى أهل بثينة يشكوا إليهم ابنتهم ويقص عليهم ما تفعله، فثارت الدماء في عُروقهم؛ وهموا مسرعين إلى أهل جميل يشكون لهم افعال ابنهم الخارجة عن العُرف والعادات والتقاليد وهددوا بقتله إذا لم يكف عن ذلك.
خشي َجميل من ذلك التهديد ففّر إلى دولة اليمن ليحتمي بمنازل أخواله الموجودين بها، وإذا بالزمن يمُر ويقضي جميل عدة سنوات في اليمن، ولكن حبهُ لم تؤثر عليه الأيام بل كان كل يوم يزداد شوقاً أكثر من اليوم السابق، فقرر في يوم ما العودة إلى وطنه حيثُ توجد محبوبته، ولكن يتفاجأ جميل بأن بثينة وأهلها قد هاجروا إلى الشام، فلم تمنعهُ المسافات من البحث عن بثينة فرحل ورائها إلى الشام، ولكن لم يشاء القدر ويلتقي الحبيبان؛ فإذا بكل منهم يفارق الحياة بعيداً عن الاخر، وكانوا فرحين بالموت حيثُ يجدونه طريقة للقاء في الاخرة.