قصة حب وخيانة زوجية – دفء العش الاول
خانني ولازالت اعشقه
هل الرجل مخلوق أناني الي هذا الحد؟ هل رغباته وشهواته لها النصيب الأكبر في حياته بل وتتحكم في مستقبله؟ لم اكن اعلم ذلك ولم أكن اهتم فقد كانت لدي أسرة صغيرة من ثلاث ملائكة صغار وزوج لا استطيع الإبتعاد عنه ولو للحظة أعشق رائحته و سمات وجهه ،أحب منزلي وملائكتي الصغار لم اكن أخشي الموت مطلقا فقط كنت احزن عندما أفكر فيه لأنه سيبعدني عن حميميه اولادي وزوجي.
زوجي الذي هدم بيده هذا البيت العامر وقرر أن يضحي بأطفاله لتحقيق نزوته التي ملكت كل كيانه ،زوجي الذي نسي أو تناسي هذا العش الدافئ الذي بنيناها حجر حجر ليكون قوي في وجه الايام ولكنه حوله بيده الي بيت ضعيف هش لا يحتاج لهدمه سوي نسمة ريح كبيت العنكبوت. قرر أن يودعني انا زوجته التي تقاسمت معه كل شئ في الحياة ويترك أطفاله كاليتامي في سبيل نزواته وشهواته.
لم اكن حمقاء ابدا برغم كل شئ بل كنت زوجة مخلصة تحب زوجها وبيتها ولكنه تخلي عنها وبقلبا بارد صلد كالحجر بل إنه حتي لم يلوم نفسه ولو مرة واحدة بل كان علي يقين تام أن ما يفعله هو الصواب وانا وحدي المخطئة ، ولن أنسي ما حييت كلماته التي قرر أن يبرر بها تصرفه لنفسه ولي حتي ينفي عن نفسه تهمة الخيانة والشعور بالذنب فقال بلسان واثق ومقتنع:
( لما تحرمين ما حللته الشرائع السماوية فهي موجودة بالتأكيد لسبب وجيه فمن انتي كي تعترضي تردين أن ترحلي ان تتركي ابنائك قطعة منكِ انتي تتركي زوجك الرجل الذي احببتيه طوال حياتك بهذه البساطة.
انا لن اخدعك بل سأصدقك القول نعم انا لي رغبة قوية بهذه المرأة أو التي تسمينها أنتِ الضرة المرة ولكنها ليست مرة بالنسبة لي بل شهد صافي فلماذا إذن تقفين في طريقي بكل أنانية.
أن عشنا الجميل الدافئ يتسع أيضا لهذه المرأة بل ويزداد دفئا بها فأنا لن اجلب لكِ ضرة كما تقولين بل سأجلب لكِ صديقة لتؤانسك فقط توقفي عن وصفي بأنني خائن ولا يصون عشرتك وانا لست كذلك انا فقط استخدم حق من حقوقي المشروعة التي حللها الله عز وجل لي ).
كانت كلماته كالخنجر المسنون وطعنني بقلبي حتي أغرق الدم جسدي ،هل هو حقا مقتنعا بكلامه من يستطيع أن يعترض علي شرع الله ولكن الله سبحانه وتعالي وضع شروط لكي يتزوج الرجل علي زوجته وانا لست مقصرة تجاه زوجي بأي شئ بل علي العكس حبي وعشقي الجارف له يجعلني ازيد من اهتمامي به فأي نقص إذن يجعله يلقي بنفسه في أحضان إمرأة اخري غير زوجته بل ولا يكتفي بظلمه وجرحه لي بل ويتهمني بالأنانية فماذا بوسعي أن اقول؟ .
كل ما قلته لم يقنعني لقد جرحت كبريائي وسحقت كرامتي لكني لن اسمح لك بالتمادي أكثر لن أخضع لرغبتك ولن أشارك إمرأة اخري عشي الذي بنيناه سويا الان تقرر إدخال دخيلة علينا لن استطيع ابدا ،نعم حان وقت الرحيل ويا لصعوبة هذا الوقت علي نفسي وانا أعود الي بيت والدي كالجندية المهزومة الخائرة القوية بعد أعوام العشرة الطويلة بيني وبين زوجي وبيتي وأولادي.
كانت هذه اللحظات الأخيرة التي دارت بين السيد غانم وزوجته السيدة تركية بعد أن رفضت أن نتقاسم بيتها وزوجها مع إمرأة اخري ،ظلت هذه الزوجة طوال عشر سنوات وحيدة وتأبي الزواج والإرتباط بشخص آخر بعد زوجها تعيش في منزل ابويها بعد وفاتهما ويزورهما اولادها الثلاثة ويحملون معهم الهدايا لأمهم الحبيبة .
ومرت الأعوام طويلة علي هذه المرأة الوحيدة حتي شهر مضي ظلت تسترجع ما حدث بينها وبين زوجها وتنتظر بارقة أمل فهي لازالت تحبه وجاءت بارقة الأمل عندما أخبرتها ابنتها الكبري أن والدها يريد أن يعود إليها ويردها الي عصمته واخبرتها إنه عندما أظهرت زوجة أبيها كرها للفكرة هددها أبوها بأنه مثلما تخلي عن الأولي لأجلها فإنه علي اتم الإستعداد للتخلي عنها لأجل زوجته الأولي فحينها تقبلت الزوجة الثانية الفكرة واخبرت الإبنه انها جاهزة لإستقبال امها وعودتها الي منزلها الذي خرجت منه بسببها وأنها ترغب بشدة علي إصلاح الخطأ الذي تسببت فيه يوما ما .
لم تكن السيدة التركية ترغب بحياتها في شئ سوي لعودتها الي الرجل الذي تحبه وبالفعل في زيارة ابنتها الأخيرة اخبرتها انها توافق علي العودة لأبيها .
شعرت حينها أن الشمس بدت تشرق علي سماء قلبها المظلم منذ عشر سنوات واخذت تقول لنفسها معاتبة:
لقد كنتي طائشة يا تركية وتركتي بيتك وزوجك لتنعم بهم إمرأة اخري جعلك طيشك وتعصبك وحيدة طوال عشر سنوات ونسيتي انكِ إمرأة تحتاج للرجل.
ثم تحسست بطنها شاردة واخذت تتمتم: هل سأكون قادرة علي حمل طفل آخر في احشائي نعم ولما لا فهذا سيكون بالنسبة لي كأول طفل لي وزوجي كنسمات باردة بعد حرارة شمس حارقة .
فتحت النافذة ونظرت علي هذا الضوء القادم من بعيد تلتمس فيه الأمل الذي فقدته وحُرمت منه طوال عشر سنوات كاملة