قصص النساء في القرآن – ترجع أهمية القصص التي ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم بأنها أحدى وسائل التبليغ والتنبيه المتعدد في الشكل و المحتوى والهدف منها إرشاد العباد وهدايتهم
وتعتبر قصص القرآن إحدى وجوه الإعجاز سواء كانت قصص النساء أو الرجال أو الحيوان
وأخذت قصص النساء حيزا مميزا في القرآن الكريم، فقد تم ذكرها كأم وأخت وزوجة أو مؤمنة، كما خصها بصفات عديدة منها الصابرة والعفيفة والكائدة، والكافرة.
قصص النساء في القرآن
-
قصة امرأة نوح
كانت زو جة سيدنا نبي الله نوح عليه السلام امرأة كافرة ولم تصدق نبوته بل كانت تشكك بكلامه وتقول للناس إنه مجنون، لذلك كانت معروفة بأنها خائنة لدعوته، ومشركة ومتمسكة بغير دين النبي نوح عليه السلام.
وكانت تعرف بأسراره فإذا علمت بأن شخص قد آمن مع نوح فتخبر الجبارة من قومه عنه.
وعندما قام سيدنا نوح بصنع السفينة لحماية نفسه وقومه من الغرق في الطوفان، رفضت هي وابنه أن يذهبوا معه وأصروا على الصعود إلى الجبل ظناً منهم أنه سيحميهم، ورغم محاولات سيدنا نوح عليه السلام ليعدلوا عن قرارهم ويذهبوا معه إلا إنها تمسكت بالبقاء مع ابنها حتى ماتت وهي كافرة.
-
قصة امرأة العزيز
أحضر العزيز سيدنا يوسف عليه السلام للعمل لدي امرأته فقد كان يثق به كثيرا لأنه يتصف بالأمانة وحسن الخلق.
ولما رأته امرأة العزيز فتنت به وبجماله لكن سيدنا يوسف عليه السلام امتنع عنها ، وجاءت له في احدي الأيام حتى تراوده عن نفسها لكن سيدنا يوسف رفض وتركها وخرج.
لكن عند خروجه مسكت قميصه ومزقته وفي نفس اللحظة دخل العزيز عليهم فصدم مما رأى.
فلما سألها اتهمت يوسف بأنه راودها عن نفسها فأخذ العزيز مشورة أحد الحكماء، فقال له إذا قطع القميص من الأمام فهو المذنب، أما إذا قطع القميص من الخلف فهي كاذبة وهو من الصادقين.
فلما وجدوا القميص مقطوع من الخلف علموا بأنه من الصادقين، فأخذت النساء تتحدث عن امرأة العزيز التي تراود يوسف عن نفسه، فقررت أن تحضرهم إلى قصرها وأعطت كل واحدة سكينة وطلبت من سيدنا يوسف أن يخرج عليهم.
فلما خرج عليهم قاموا بقطع أيديهم من شدة جماله فأثبتت لهم أنها كانت على حق عندما فتنت به، لكنه رفض وامتنع عني وقامت بتهديده إذا لم يغير قراره فستقوم بسجنه، لكن سيدنا يوسف لجأ إلى الله وقال له يا الله السجن أحب إلى مما تطلبه مني فتم سجنه.
كان عمران والد مريم عليها السلام وزوجته من الناس الأكثر تقوى ويشهد لهم بالصلاح، حملت زوجة عمران فيها ثم توفى، وتكفل بها زكريا عليه السلام.
نشأت مريم في بيت نبي أكرمها ورباها وعندما بلغت خصص لها محراب داخل المسجد لا يدخله غيرها حتى تستطيع أن تتعبد فيه.
كان لا يدخل عليها المحراب إلا زكريا عليه السلام، وكلما دخل وجد عندها رِزقاً كثيراً، وقد قيل يوجد عندها فاكهة الشتاء في الصيف، وفاكهة الصيف في الشتاء وعندما كان يسألها من أين لك هذا كانت تقول هو عند الله يرزق من يشاء بغير حساب.
كانت مريم العذراء عليها السلام متفرغة للعبادة ولا تخرج من المحراب إلا لقضاء أمر ضروري، وفي أحد الأيام خرجت فأرسل الله سبحانه وتعالى جبريل عليه السلام وأخبرها أنه رسول الله وجاء إليها ليبشرها بغلام زكي.
جاءت إرادة الله سبحانه وتعالى أن تحمل مريم العذراء من دون وجود أب وأن ترزق بمولود ذكر وهو سيدنا عيسى عليه السلام حتى يصبح معجزة من المعجزات التي تدل على قدرة الله سبحانه وتعالى.
اعتزلت مريم العذراء كل الناس أثناء فترة حملها، حتى لا يكتشف أحد الأمر حتى جاءتها آلام الولادة، وكانت وحيدة فتمنت لو أنها كانت ماتت قبل حدوث هذا الأمر.
لكن الله سبحانه وتعالى لم يتركها وطمأنها و أسندها إلي شجرة نخيل حتى تأكل منها رطب، وجعل جدول ماء عذب يجري تحت قدميها حتى تأكل وتشرب.
ولدت السيدة مريم العذراء غلاماً، وذهبت به إلى قومها فاستقبلوها بالتعجب والتساؤلات وكانوا مستنكرين لما فعلته بنفسها، ولاموها على ما فعلت قائلين أن أباك وأمك كانوا صالحين ولكنها لم ترد بأمر من الله وأشارت إلى الغلام.
استعجب قومها أكثر وتساءلوا كيف لنا أن كلم طفل رضيع فأنطقه الله سبحانه وتعالى وعرف نفسه إليهم قائلاً كما جاء في كتاب الله الكريم: إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبياً، وجعلني مباركاً أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً، وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقيا والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حياً.