قصص رعب مخيفة

قصص رعب مخيفة ، عالم الرعب والغموض عالم مثير إذا دخله الفرد منا رغمًا عنه مرة يستهويه، فيدخله بإرادته مرارًا وتكرارًا. لذلك أنت هنا الآن تبحث عن قصص الرعب لتدخل في مغامرة جديدة لعدد من الدقائق. إذا أردت أن تظفر برحلة مرعبة داخل هذا المقال، فعليك اتباع تقاليد قراءة قصص الرعب المعروفة وهي: أولًا إغلق نور الغرفة، ثانيًا إذهب إلى أقصى بقاع الغرفة بعدًا وظلمة، ثالثًا استمع إلى موسيقى الرعب أو Horror music . ثم ابدأ بقراءة القصص التالية. وستحلق في عالم من الرعب الحقيقي.

قصص رعب مخيفة ، جدران الموت

قصة رعب جديدة على وشك أن تبدأ أليس هذا ما يحدث تمامًا في أفلام الرعب؟ منزل مهجور في منطقة نائية والظلام يخيم على المكان. هذا ما قاله نادر لزميله محسن عند وصولهما إلى العمل.

أوه!! نسيت أن أعرفكم، هذا نادر شاب ثلاثيني أسمر اللون طويل القامة يمتلك بنية قوية وعضلات مفتولة يعمل في مجال البناء منذ كان في الثالثة عشر، وهذا أكسبه قوة جسدية على قوته التي وهبها 5الله له.

وهذا محسن على صلة قرابة بنادر ولكنه مختلف عنه شكلًا وشخصية، فهو أبيض البشرة متوسط الطول وهزيل البنية ذو شعر بني وعيون خضراء، ضعيف الشخصية وجبان.

وكما هو معروف أن قطبيّ المغناطيس المختلفين يتجاذبان، فإن محسن ونادر المختلفين في الشكل والشخصية تجاذبان ونشأت بينهم علاقة صداقة وطيدة. وعندما علم نادر بسوء الأحوال المعيشية لمحسن عرض عليه العمل معه في مجال البناء فوافق على الفور، خصوصًا وأن نادر سيدعمه ويعمل معه.

في الليلة الماضية اتصل عم جابر المقاول بنادر وأخبره أن يتجه في الصباح إلى قرية مغمورة في عمق الجبل، فهناك بيت كبير على وشك السقوط كان يملكه رجل أجنبي ثري وتركه منذ عقود عائدًا إلى بلاده حيث انهى فترة عمله بالقرية، فقد كان مهندس تعدين جاء مع الشركة التي تستخرج الذهب من قلب الجبل، عاش في القرية مدة 7 سنوات، وفي أثناء إقامته بنى بيت كبير على غرار الطراز البريطاني الفريد، ذو حديقة فسيحة بها أنواع نادرة من النباتات والأشجار. وقد اعتاد احتساء الشاي وقت العصر في تلك الحديقة الغناء مع زوجته وابنه. عاش لسنوات في هناء حتى انتهت فترة إقامته وأنهى عمله بالمنجم. ورغم محاولاته طلب تمديد فترة عمله إلا أن الشركة الأم رفضت وأرجعته إلى بريطانيا.

بلغ نادر قريبه محسن بأن يستعد للسفر غدًا لأن لديهم عملًا سوف يحصلون منه على أموال مباركة لم يحصلوا عليها من قبل. قبل مطلع الفجر كان محسن ونادر في السيارة التي ستقلهم إلى محل عملهم. ومن مدينة إلى أخرى ومن قرية إلى أخرى ومن سيارة إلى سيارة وصلا أخيرًا إلى المنزل المراد هدمه. ولكنهما كانا بعد هذه الرحلة الطويلة مرهقين فقررا النوم وبدأ العمل مبكرًا. وهذا ما قد حدث، حيث استلقيا على الأرض الممتلئة بالغبار المتراكم منذ سنوات بعدما وضعا تحتهما بعض أوراق الجرائد وغطّا في نومٍا عميق.

في الصباح تسللت أشعة الشمس إلى أعينهم فأيقظتهما، لتكون بداية القصة من هنا. امسكا المطارق وطفقا في الهدم ولكن محسن لفت نظره أنه كلما أزال جزءًا من ورق الحائط  البالي الذي ذهبت ألوانه منذ زمن وجد كتابات ورموز مرسومة بشيء يشبه الدم ربما، وهكذا تكررت الظاهرة في كل الجدران التي بدأ في هدمها تقريبًا. فأسرع إلى الطابق الأسفل حيث كان نادر يعد الشاي وأخبره محسن بما رأي، ليدخل نادر في نوبة ضحك هستيرية ويقول له في استهزاء وخفة: أي دم يا ملعون أنت، أ أجواء البيت المرعبة قد حركت الخيال داخلك وأصبحت تهلوس؟ لابد أن ذلك صدفة ليس إلا.

فعرض عليه محسن الصعود معه ليرى بنفسه، وهنا كانت المفاجأة. الجدران تسيل منها دماء مجهولة المصدر. خاف كلاهما وجريا تجاه السلم فوجدا أمامهما رجل مقطوع الرأس ومع ذلك يصدر منه صوت صيحات مخنوقة ومكتومة كأنه يريد أن يوصل رسالة لهما. وكما هو متوقع من محسن لم يقدر على تمالك نفسه وسقط مغشى عليه.

أحس نادر أن الأمر ليس صدفة فقدومه هنا في هذا التوقيت بالذات كان لهدف وربما كان هذا الهدف هو فك لغز هذا البيت. كما أنه لم يتهيأ له رؤية هذا الرجل مقطوع الرأس بل رأه بأم عينيه. تمالك أعصابه و حمل صديقه إلى الطابق الأسفل وبدأ في انعاشه ليسترد وعيه. وعندما فاق محسن بدأ يرتجف ويقبل يد نادر ويتوسل إليه مغادرة المكان. فالنجاة بحياته أهون بكثير من الأموال الموفورة التي سيحصل عليها من عمله في هدم هذا المنزل.

طمأن نادر صديقه ووعده بألا يحدث له أي سوء طالما الله معهم وطالما هو سيحميه. وقال أن ما حدث هو إشارة لفك لغز هذا المكان وأن القدر أختارهما لهذا الأمر، لذلك لابد أن يكونا على قدر هذا الاختيار. ثار محسن في وجه نادر قائلا: أي اختيار هذا يا مجنون، إن هذا البيت مسكون وعلينا الهروب فورًا، وإلا ستصيبنا لعنة وأذى قد تؤدي للموت.

قال نادر في حزم: لن نترك هذا البيت إلا بعد فك اللغز وانتهى الأمر، إذا أردت الهرب فاهرب بمفردك أما أنا فسأبقى هنا وحدي واجتاز المهمة وحدي. هذه فرصة لن تتكرر، أن تترك أعباء الحياة خارجًا وتبدأ في لعبة لا تعرف كيف ستنتهي.

بدأ نادر يقرأ الرسومات والرموز المكتوبة على الحائط ويحاول أن يفهمها ويزيل ورق الحائط الملصق فوق باقي الجدران ليتكشف له كل شيء. وعندما وصل إلى آخر جدار وجد أسفله خريطة، فقرر بدأ الرحلة متبعًا تلك الخريطة.

تبدأ الخريطة من المنزل المهجور فأعد العدة وترك محسن في البيت بمفرده حتى يمده بالمعلومات متى شاء من خلال الهاتف المحمول. وصلته الخريطة في البداية إلى مقابر القرية تحديدًا عند قبر أحد سكان القرية التي سكنها منذ القرن التاسع عشر. وبالبحث عن اصوله اكتشف انه كان حارس جبانة تعود للعصر الفرعوني في الصحراء الشرقية بالقرب من الجبال التي يستخرجون منها الذهب والتي كان مالك البيت المهجور يعمل مهندسًا بإحدى مناجمه، ورغم ذلك لم يعرف السبب الذي جعل الخريطة تبدأ بهذا القبر، فالفترة التي عمل بها هذا الرجل في حراسة الجبانة كانت سابقة بعقود للفترة التي عمل فيها المهندس الاجنبي بالمنجم.

بعد ذلك قادته الخريطة إلى جبل موسى بالصحراء المصرية. فاتصل نادر بمحسن وطلب منه قراءة إحدى الرموز المكتوبة على الحائط فقال له مرسوم تحت الجبل عصاه وشيخ وبيت بدوى وحرف الميم. فانطلق يبحث عن شيخ بدوي يبدأ بحرف الميم ويعيش بالقرب من جبل موسى. فدله الناس على الشيخ موسى الذي تخطى عمره المائة عام وحاليًا يعيش بمفرده في عمق الصحراء التي كان يعمل دليل بها في شبابه.

ذهب نادر إلى الشيخ موسى ليسأله عن حل هذا اللغز ليسبقه ملك الموت ويأخذ روح الشيخ. فلا يصل في النهاية إلى شيء ليستكمل المحطة التالية في الخريطة وهي بئر جف فيه الماء منذ مئات السنين موجود في جنوب الصحراء الغربية ليسافر مسافة بعيدة جدًا حتى يصل إلى البئر ويتصل بمحسن ليقرأ له الرموز الموجودة أسفل رمز البئر فيجيبه بمحسن أسفل البئر يوجد طائر وعين وحبل.

فيترجم نادر الرموز على أن الطائر يدل على كشف المنطقة بأكملها من أعلى والعين تدل على الحراسة والحبل يدل على إدلاء الدلو إلى أسفل البئر عن طريق الحبل. فيقرر كشف المنطقة المجاورة للبئر فلم يجد ما يشفي غليله ويفسر له أي شيء. وعندما سأل سكان الصحراء عن أصل البئر قالوا له أنه ربما يعود للعصر الفرعوني، وسألهم هل لهذا البئر حارس فقالوا له لا لم نرى أية حراس للبئر منذ سكنا الصحراء ولا حتى أجدادنا حكوا لنا عن ذلك.

فأتى بحبل وربط نفسه لينزل إلى أسفل ومعه كشاف وطعام. ليكتشف أن أسفل البئر مدينة كاملة مليئة بالسراديب وليكتشف الاكتشاف الأعظم وهو أن باقي محطات الخريطة موجودة أسفل الأرض. وأن الرموز الموجودة على الجدران جميعها تحت الأرض. حتى أوصلته الخريطة في النهاية  وبعد زمن طويل جدًا إلى قبو البيت المهجور الذي كان محطته الأولى في الرحلة.

وعندما خرج من القبو وجد محسن مقتول لتوه وتسيل الدماء من فمه. فهرع إليه صارخًا وأخذه بين أحضانه يبكي. فوجد ظل طويل يخيم على المكان ويقول له بصوت مليء بالشجن. شكرًا لك لأنك حررت روحي المفقودة منذ سنوات. أنا المهندس الأجنبي الذي سكن البيت وعشق التاريخ الفرعوني فأصابته لعنته.

قبر الرجل الذي ذهبت إليه في بداية رحلتك، كان حارس الجبانة التي قررت سرقتها منذ عقود ورغم أنه كان ميت في تلك الفترة إلا أنني اكتشفت أنه حاول هو الأخر في حياته سرقة الجبانة فقطع الجن رأسه بأمر من الفراعنة. فدفنت رأسه فقط في القبر وبقى الجسد مجهول لا يعلم حتى أهله أين ذهب. والشيخ موسى كان شريكي في سرقة الجبانة فعاقبه الفراعنة بالعمى فقضى عمره وحيدًا في الصحراء التي أبصرها قطعة قطعة وحفظها عن ظهر قلب.

أما البئر فهو بوابة الحياة للعالم الأخر من يعبره لابد وأن يموت أو يموت أحد من عائلته أو المقربين له، لذلك قتل محسن ليفديك من الموت وكما تعلم أن الزمن أسفل البئر يمر سريعًا فجئت إلى هنا في زمن قياسي غير الذي فوق الأرض. وأنا كان جزائي أن تهيم روحي تعيسة في هذا المنزل ولا يحررها إلا من يفك السر ويحل اللغز ويتبع الخريطة. فقد عادت عائلتي إلى البلاد أما أنا فذهبت معهم جسدًا فقط بلا روح وكان هذا جزائي.

وفجأة تبخر الظل و طفق البيت ينهار، فهرب نادر خارج المنزل يراه وهو يهدم. وفي اليوم التالي جاء المقاول ومعه فريق البناء الجديد وأعطى المقاول لنادر ظرفًا هو نصيبه مقابل هدم المنزل . وعاد نادر إلى بيته يحمل حزن العالم في قلبه لفقدانه أعز صديق لأنه أفداه بحياته. محسن الذي عاش جبان مات شجاع ليحمي صديقه، ونادر الذي عاش حياة مملة قد انعشتها تلك الرحلة ودبت فيها الحياة.

جدول المحتويات

راسلنا

أقرأ المزيد من تلخيصات الكتب