أحببت الخادمة – من قصص واقعية حزينة للغاية

أحببت الخادمة – من قصص واقعية حزينة للغاية

لقد حاول بشتى الطرق التى يمكن أن تخطر على بال بشر وحاول أن يستعين بذكرى زوجته الراحلة وبوقوره الشديد كرجل ذو منصب محترم، أن يتجاوز عن إعجابه الشديد بها وإعجابه بجمالها الآخاذ ومفاتنها الجلية لأعين كل مبصر، ولكنه فشل فشلاً ذريعاً

لايمكنه استيعاب ماحدث حقاً برغم أنه قد قادها بالفعل إلى مثواها الأخير وأنزلها بيديه إلى حفرة قبرها، بل وهال على جسدها التراب..

ولكنه كان ينتظر أن يصحو من النوم ليجد نفسه فى أحد الأحلام الزعجة أو بالأحرى أحد الكوابيس المخيفة..

عاد إلى بيته بعد الجنازة متوقعاً أن يسمع صوتها تسأله عن سبب تأخره، أو تستفسر منه هل أحضر كل ماطلبت منه فى التليفون، أو حتى توقع ان تبدأ فى حكاية مافعله ابنهما الصغير طوال اليوم من كوارث!!
ولكنه لم يجدها..

إن هذا اليوم الذى مضى وكأنه كان مغيباً أو مسحورا لايدرى ماذا يفعل، غير مستوعب لما حدث..

لم يشعر بالحزن، ولم يصرخ ولم يبكى عليها ولاحتى دمعة واحدة..

فقط كان عقله فى حالة صدمة لاستيعاب ماحدث بمثل تلك السرعة.

وبعد أن جلس على كرسى فى الصالة يسترجع أحداث اليوم محاولاً استيعابها، كاد ان ينادى على سيدة الخادمة ولكنه منع نفسه بصعوبة فقد كاد أن يسألها سؤاله التقليدى “ستك فين”

ابتلع ريقه ووقفت الكلمات فى حلقه وجر قدميه جراً إلى غرفة ابنه حيث اعتادت زوجته فى مثل هذا الوقت أن تقص عليه قصة قبل النوم..

فما أن دلف الرجل إلى داخل الغرفة حتى سمع صوت بكاء ونحيب مكتوم، فنظر إلى السري وكان كريم ابنه نائما، وتجلس سيدة عند طرف السرير تبكى بكاء شديدا..

قال لها ماذا تفعلين

قال لاشئ انا سوف أنام على الأرض هنا فى حالاحتاج كريم إلى شئ أثناء الليل

تركها مكانها ومضى إلى غرفته


اقرأ أيضا: قصة واقعية اخ يتزوج من اخته بموافقة الأب

مرت الأيام وهو لم يفق من غيبوبته بعد..

كانت طبيعة عمله صعبة تقتضى أن يرجع البيت متأخرا ربما بعد ميعاد نوم ابنه حتى..

ولم يكن للطفل المسكين جدات على قيد الحياة أو عمات أو خالات يمكنهن الاعتناء به أثناء النهار أو فى حالة غياب الأب فى العمل..

فقط سيدة..

سيدة هى خادمة يتيمة توفى الله أبواها وهى فى سن صغير وكانت أمها تعمل خادمة أيضا لدى عائلة زوجته رحمها الله، أما والد سيدة فقد كان بوابا أيضا لديهم..

وعندما توفى الله ابواها سألت عائلة زوجته عن أقاربهم ليعيدوها إليهم معززة مكرمة، ولكن يالجحود الأهل، فلم يقبل أى أحد باستقابلها خوفا من تحمل مصاريف لايحتملونها وجميعه أحوالهم المادية صعب..

فأخبروا سيدة بأنه يمكنها أن تظل تعمل لديهم فى مقابل السكن والمأكل والملبس ومرتب شهرى ثابت يمكنها أن تدخره لزواجها فيما بعد
ولطالما اعتبروها ابنتهم وأحسنوا معاملتها..

كما أنها كانت شديدة الهدوء قليلة الكلام، فاعتبوا ان قدراتها العقلية محدودة، ولكنه أحبوها لطيبة قلبها وطاعتها لهم..


 

بدأ الأب يستفيق من أثر الصدمة ويفكر كيف سيتدبر شئون ابنه ذو الأعوام الثلاثة فى الفترة المقبلة وكيف يمكنه أن يجد من يعتنى به أثناء غيابه..

لم يكن الزواج من أخرى هو احد خياراته الآن على الإطلاق..

لم يكن بالطبع ليترك ابنه الوحيد مع سيدة تلك البلهاء التى لاتدرى من أم رالدنيا شيئا!!

واستقر به الرأى على ان يأتى بأحد المربيات المتخصصات للعناية بابنه فى مواعيد العمل وتظل سيدة لتنظيف المنزل وفاءً لذكرى زوجته وحبها لسيدة..

وبينما هو يلملم أغراضه للعودة إلى المنزل بعد عناء يوم طويل من اعلمل، إذا بالمدير يتصل به ويطلب منه تجهيز حقيبته للسفر فى الصباح الباكر لمأمورية عمل عاجلة..

لم يكن يستطيع التملص من تلك المأمورية كما لم يكن ليتمكن من تدب أمر المربية فى ساعات الليل التى حلت!!

فكر للحظة فى كيف مرت الأيام التالية بعد وفاة زوجته..

فمن كان يتولى أمر المنزل والطفل والطبخ والتنظيف!!؟

لقد كان حينما يرجع إلى المنزل يجد ابنه نظيفا شبعانا يلعب فى سعادة والبيت نظيف والطعام جاهز وساخن!!

إنها إذا ليست بتلك البلاهة التى يظنها بها..
على كل الأحوال هو ليس أمامه الآن أى خيار سوى أن يترك ابنه معها لمدة أسبوع هو وقت المأمورية وحين يرجع سوف يبحث عن مربية لتساعدها كما كان قد قرر..

وليتابعها على مدار الساعة تليفونيا للاطمئنان على أحوالهما..


 

عاد من سفره كالملهوف متوقعا الكارثة التى تخيلها وحرمته النوم طوال مدة سفر!!

ولكنه وياللدهشة وجد البيت مرتبا نظيفا وهادئا، وابنه مرحا وسعيدا وملابسه نظيفة، ورائحة الأكل الشهى تنبعث من المطبخ..

ووجدها هى كما تركها ببلاهتها وصمتها وملابسها الرثة المرقعة مطأطأة رأسها لاتنظر إلى أعلى قط، فنظر لها شظرا وطلب منها تحضير الطعام..


 

مرت الأيام وقد غابت من ذهنه أصلا حتى فكرة إحضار مربية، فلم يعد حتى بحاجة إلى التفكي فى هذا الأمر بعدما رأى من كفائتها وعنايتها وحبها الشديد لابنه كريم واحترامها ووفائها لذكرى الزوجة الراحلة..

ولكنه ظن ان الأيام سوف تغير سيدة قليلا لتبدأ الاهتمام ولو قليلا بترتيب ملابسها ومنظرها الرث ذاك!!

ولكنها ظلت كما هى تعمل بكد فى المنزل ولاتتكلم إلا لتسأل عن طلباته فقط..

هو لم يكن يهتم لابقليل ولابكثير بمظهرها وإنما فقط أراد حتى أن يكافئها على عملها واعتنائها بابنه، فتشترى لنفسها ماتريد، ولكنه وجد منها ردا كبلاهتها المعهودة وبنظرت له نظرة خاوية وكأنها لم تفهم ماقاله لها..

فتركها وشأنها..

كل ذلك والأمور  كانت تسير على مايرام..

حتى ذلك اليوم الذى أنهى فيه عمله مبكرا على غير العادة…

فعاد إلى منزله عصرا ورن جرس الباب كعادته قبل الدخول، فلم تفتح فدلف إلى الداخل ونادى عليها لم ترد..

دخل إلى غرفة ابنه فكان نائما فى ميعاد قيلولته المعتاد..

فغضب غضبا شديدا وفكر فى أنها قد تركت الطفل نائما وذهبت فى شرا احتياجات المنزل ربما أو للتسكعمع خادمة الجيران!!

وسمع صوت ماء متدفق فدخل إلى المطبخ، فوجدها تنظف المطبخ وهى لاتدرى بحضوره أصلا وقد كانتشبه عارية إلا من جلابية مُقطعة قصيرة أغرقها الماء الذى كانت تصبه على الجدران لتنظيفها..

ولأول مرة منذ 5سنوات هى كل سنين خدمة سيدة له يكتشف أنها فعلا سيدة!!

بل أنها امرأة ناضجة ذات جسد فائر غض، فهى لم تعد الطفلة ذات الستة عشر عاما بعد الآن..

هاله منظرها حين رآها فنهرها غاضبا وأخبرها أن ترتدى بعض الثياب المحتشمة وتنهى ماتفعل وتحضر له الطعام!!

خجلت سيدة وحاولت مداراة ماظهر من جسمها تحت الملابس المبتلة التى أظهرت أكثر مما كانت تخفى فى الحقيقة!!

وجرت من أمامه إلى غرفتها وأغلقت الباب على نفسها..

دخل إلى غرفته وقلبه مازال يكاد يقفز من صدره من كثرة التفكير فيما رأى!!

ولكنه منع نفسه واستغفر ربه وحاول استحضار ذكرى المرحومة زوجته ليبعد عقله عن التفكير فيها..

ولكنه أدرك أنها غلطته فهو الذى تركها بلا ملابس تلك البلهاء التى لاتستطيع شراء شئ..

فقرر فى اليوم التالى أن يمر على أحد المحلات ليشترى لها بعض الثياب التى حتى تدفئها فى هذا البرد القارص، فلاآن فقد تذكر أنه كان يراها فى ثياب صيفية فى مثل برد يناير القارص، كما تذكر أنه رآها العديد من المرات مصابة بنزلات برد شديدة ولم يعر الأمر أدنى انتباه..

كيف كان أنانيا عديم الرحمة إلى ذلك الحد !! فلم يفكر إلا فى مصلحته ومصلحة ابنه وترك تلك اليتيمة المسكينة بلا ملابس تقيها برد الشتاء اللعين!!

قرر أن يشترى لها ماتحتاجه فى الغد، وحاول أن يخلد إلى النوم!!

ظل يتقلب على الفراش محاولاً أن يبعد تفكيره عن تخيل جسدها الذى ظهر كاملا من تحت القميص المبتل وهى منهمكة فى التنظيف فلم يستطع..

قام ليحضر شيئا ليشربه ليهدأ روع ماهو فيه فوجدها فى المطبخ وقد لبست جلابية مقطعة أكثر من ذى قبل فلم يشعر بنفسه إلا وهى فى أحضانه!!
لم تقاوم سيدة ولم تصرخ حتى أو تعترض!!فقد كانت مثلما اعتبرها الجميع حيوانا أليفا لايفعل شيئا سوى السمع والطاعة!!

قضى الرجل وطره من سيدة وتركها ودلف إلى غرفته دون أن يتكلم معها ولم تنبس هى ببنت الشفة أيضا!!

دخل إلى فراشه فلم يحس بنفسه إلا ومنبه التليفون يرن فى ميعاد العمل..

لم تكن لديه حتى فرصة للتفكير فيما حدث..

فقط ابتاع لها ماكان قد قرر أن يبتاعه فى اليوم السابق من ملابس وزاد عليهم بعض الملابس النسائية التى لم يكن ليفكر في شرائها لسيدة لولا ماحدث أمس..

بل والأدهى انه ذهب إليها فى اليوم التالى بعد نوم ابنه، ذهب إلى غرفتها وترك ما اشتراه لها بجوار سريرها ونام إلى جانبها وأعاد الكرة مرة أخرى، وهى أيضا لم تعترض ولم تتتكلم حتى..

ثم تركها ومضى إلى غرفته، وقبل أن يستغرق فى نوم عميق خطر بباله أن سيدة الآن تقوم بكل مايحتاجه من واجبات، كلها بمعنى الكلمة!!


 

مرت الأيام على نفس المنوال ولم يعد الرجل حتى يشعر بالذنب مما كان يفعل، بل لقد اعتاد الأمر وأصبح روتينيا وكأنما قد وجد له زوجه تشبع رغباته ولكن دون حقوق الزوجة العادية..

أما هى..

فلم تتغير أدنى تغيير..

ظلت هى مطأطأة الرأس شبه خرساء، تقوم بواجباتها تجاه الابن والأب على أكمل وجه، فقط كانت تلبس مااشتراه لها فطرأ عليها تحسنا بسيطا فى مظهرها..

وفى يوم من الأيام وبينا هو جالس فى الصالة يجرى بعض مكالمات العمل، كانت تلملم هى مانثره كريم ابنه من ألعاب،ن وهنا وجد نفسه فاغرا فاه فى دهشة، بل أنه أغلق التليفون فى وجه من كان يتحدث إليه دون أدنى إنذار!!

فقد رأى بطنها بارزة فى بوادر حمل غير حديث ظاهرة على جسدها!!
كيف له ألا يلتفت إلى هذا!!

جن جنونه وأخذ يستوعب ماحدث ويحسب الحسابات والوقت!!
فعلا!!

لقد مر أكثر من خمسة شهور على أول مرة فعل فعلته فيها مع سيدة!!

ولكن كيف لتلك المتخلفة الحمقاء ألا تخبره بحملها!!!!!!

ناداها فى غضب أن تتوقف عن فعل ماتفعل فحضرت إليه فى خوف..

وحين سألها لم لم تخبره منذ بداية علمها!!؟

فتبين له أنها لاتدرى أصلا حجم الكارثة بل أنها تبدو سعيدة بحملها ذلك!!

ظل يذرع الغرفة جيئة وذهابا ويخبط الحائط بقبضته فى غضب شديد..

ثم قال لها هذا الحمل يجب أن ينزل، فلا منصبى ولا وزنى يمكن أن يتحمل فضيحة مثل تلك!!
قال لها: ارتدى ملابسك سوف نذهب إلى الطبيب ليقوم لك بعملية إجهاض..

لم يبد عليها أنها فهمت ماقال فقالت: ولكنى لا احتاج إلى طبيب فأنا بخير تماما!!
قال لها: سوف ينزل الطبيب هذا الحمل لاذى فى بطنك ويخلصنا منه!!
بدأت دموع سيدة فى الانهمار كالسيل وهى تقول: ولكنى أريده ياسيدى!!

قال لها: منذ متى وانت تريدين شيئا أيتها المتخلفة البلهاء، هيا ارتدى ملابسك بسرعة فلايمكن لأحد أن يكتشف ماحدث بيننا
قالت: هذه المرة الوحيدة التى أطلب فيها شيئا فى حياتى فأنا أريده ولسوف أخفيه عن أعين الناس ولن يعلم به أى مخلوق أبدا، وسيكون خادما وفيا مخلصا لك كما كنت أنا وسأظل حتى أموت، وسيحبك كما أحببتك!!
بل وإن سألنى عنه أحد سأقول أنى أخطئت وحملت منه سفاحا من أحد عابرى السبيل، هذا طلبى الوحيد فى هذه الحياة ولن أتحجرأ أن ألب منك شيئا بعد اليوم

 

حب!!

كيف لتلك البلهاء أن تتفوه بمثل هذا الكلام!!

فوجئ الرجل تماما بما تقول سيدة  وبمدى حبها وتعلقها به قبل تعلقها بهذا الطفل..

وكاد أن يضعف أمام دموعها وحديثها إليه، ولكنه استعاد رباطة جأشه وقال لها: إذا كنت تحبيننى حقا فيجب أن نتخلص من هذا الحمل!!
قال له: حاضر ياسيدى

تذكر الرجل أحد الأطباء ذوو صلة القرابة البعيدة له وقد كان يعرف أنه هو الوحيد الذى يمكن أن يقوم بمثل تلك العملية..

اتصل بالرجل وطلب منه أن يلاقيه فى عيادته فورا لأمر ضرورىن وترك ابنه عند إحدى الجارات..

ومضوا فى طريقهم…


وصولوا إلى عيادة الطبيب وكان فى انتظارهم بمفرده فى مثل ذلك الوقت المتأخر..

انفرد الرجل بقريبه الطبيب أولا بإحدى غرف الكشف وحكى له ماحدث وطل منه القيام بعملية إجهاض لها
خرج الطبيب إلى سيدة واصطحبها إلى غرفة الكشف ودخل معهما الرجل..

وبعد الفحص  قال الطبيب: ولكنها فى الشهر الخامس والعملية فى تلك الحالة قد تكون شديدة الخطر!!

قال الرجل: أنا اعرف ولكن يجب القيام على بذلك من أجل كريم ابنى!!


انتهى الطبيب من إجراء العملية ولفظت سيدة حملها..

كما وأنها بدأت فى لفظ أنفاسها أيضا..

قالت للطبيب هل انتهى الأمر وتخلصت من الحمل؟

قال لها الطبيب: نعم
سالت عن الرجل  فقال لها الطبيب أنه ينتظر بالخارج فلقد هاله منظر الدم
قال سيدة فى بكاء وإعياء وقد كادت الروح أن تخرج إلى بارئها: آآآه لو يعرف
قال لها الطبيب: يعرف ماذا؟؟

قالت: أنه تخلص من ابنه من أجل الحفاظ على حياة ابن رجل آخر!!

قال لها الطبيب: اخرسى فيجب أن تكفى عن الكلام لكي تستريحى
قالت:  تخيل يادكتور أنه قتل ابنه من أجل ابنك، فقط تخيل!!
قال: اسكتى أيتها الحمقاء فأنت تهذن فقط من أثر البنج

قالت: أنت تعلم أننى لاأهذى فأنا أعلم كل ماكان بينك وبين زوجتهن وأعلم أن كريم ليس ابنه بل هو ابنك انت من صلبك انت!!
أما الملقى فى القمامة الآن هو ابنه، وهذا هو جزائه لأن أمه لم تخن من أحبت وأخلصت له، ولأاننى كنت دائما البلهاء المطيعة كما أراد الجميع..

دخل الرجل إلى الغرفة ووقف إلى جانبها فمددت يديها فى ضعف فقبل يداه ثم أغمضت عيناها إلى غير رجعة..

جدول المحتويات

راسلنا

أقرأ المزيد من تلخيصات الكتب