قصة سرقة في متجر الموناليزا

قصة سرقة في متجر الموناليزا

في يوم من الأيام اجتمع مجموعة من الأصدقاء في الحديقة كما اعتادوا وقت المساء، وكان يتزعمهم ولد يدعى صقر وقرروا أن يقوموا بسرقة متجر الموناليزا. وكان الجميع ينصت لصقر، وهو يشرح الخطة لهم.

قال صقر: سامي اذهب انت وتامر إلى قسم الأدوات المكتبية، وانت يا وليد تعالى معي لقسم المأكولات والحلويات، سامي وتامر عليكم بأخذ أقلام الرصاص والحبر وتلوين، أما أنا وأنت يا وليد سنقوم بأخذالمصاصات ورقائق البطاطس والشكولاتة وجميع الحلوى.

وسنلتقي عند السابعة هنا مرة أخرى، وحينها سنتقاسم ما حصلنا عليه، هل اتفقنا جميعاً؟ هيا أسرعوا.

هنا توقف وليد لحظة يفكر ويسأل نفسه: ما هذا الذي أفعله! وشعر بالخوف والقلق والرعب الشديد ماذا أفعل هذه ليست أخلاقي، لابد أن أبتعد عنهم، ومع ذلك ذهب وليد مع أصدقاء السوء لسرقه المتجر وهو غير راضٍ عما يفعله.

كان ذلك الوقت هو وقت الغداء، ويكون فيه المتجر غير مزدحم بالزبائن، وتنتشر رائحة الأدوات المكتبية والحلويات في الجو، والسيد كريم مالك المتجر ينشغل مع الزبائن خلف حاجز دفع النقود.

قام وليد بأخذ المصاصات والشكولاتة وخبأها في جيبه وهو في قمة خوفه وتوتره، وشاهد صقر وهو يأخذ كل أكياس رقائق البطاطس، وهنا ازداد خوفه أكثر، وأسرع بالخروج من المتجر وهو يهرول، ثم ذهب إلى بيته مسرعًا، وقرر ألا يرجع إلى الحديقة مرة أخرى لينضم إليهم.

وظن أن صاحب المتجر يتعقبه بسبب خوفه الشديد، فعاد إلى البيت وهو يلهث، وعند وصوله للمنزل رأي أبيه وهو يشرب الشاي وعرف أن أبيه لاحظ توتره والوضع المفاجئ الذي دخل به، وبالفعل قام أبيه بسؤاله: ماذا بك يا بني هل أساء إليك أحد؟، وهنا قرر وليد أن يذهب الخوف وتوتر وشعوره بأنه سرق عنه ويحكي لوالده ما حدث،نعم يا أبي لقد سرقت بعض الحلوى من أحد المتاجر.

شعر الأب بالفزع وسأله لماذا فعلت ذلك!؟ رد وليد ظنًا منه أنه يدافع عن نفسه بذلك: أصدقائي سرقواأيضا. قال الأب: كل شخص مسئول عن أفعاله ولا يجب أن نقلد ما نراه دون تفكير.

عرف وليد ذنبه وقام بإخراج ما سرقه لأبيه.

قال الأب: يجب عليك إعادتها لمن أخذتها منه.

 فزع وليد وقال: لا لا يا أبي لا يمكنني فعل ذلك!، قال الأب بحدة: بل يجب عليك إعادتها وتعذر من صاحب المتجر، وحكي له قائلًا: عندما كنت صغيرًا ارتكبت الخطأ نفسه، قمت بسرقة مجلات مصورة من متجر الكتب، وعندما علم أبي جعلني أعيد المجلات وأعترف بذنبي لصاحب المتجر وأعتذر منه.

صدم وليد لما سمع: وهل فعلت هذا يا أبي!

قال الأب: نعم يا بني، فالاعتراف بذنب دليل على تفهمك للموقف. وطمئن وليد وقام بارتداء معطفه، وقال: هيا لنعيد الأشياء لصاحبها، وذهب معه إلى المتجر. كان وليد خائفاً جداً وعندما وصلوا انتظروا إلى أن يكون السيد كريم متفرغ وليس مشغول، وقام وليد بإخراج ما أخذه أمام السيد كريم على حاجز الدفع، وحكي والده ما حدث، وقال وليد: أناآسف.

في البداية صدم السيد كريم، ولكنه فرح باعتذار وليد وأنه أعاد ما أخذه وقال له: من الجيد أنك اعتذرت من البداية؛ لأنك لو تأخرت كنت سأبلغ الشرطة، فأنا أقوم بجرد المتجر كل أسبوع، وكنت سأعلم بما سرقت وعندها لا ينفع الندم أو الاعتذار.

حين ذلك شعر وليد بالخجل من نفسه، فسأله السيد كريم: هل ستكرر هذا مره ثانيه؟

أجابه وليد ورأسه في الأرض وهو منكسر وقال: لا لن أفعلها أبدًا كنت أود أن يكون لي مجموعه من الأصدقاء وفعلت هذا لأرضيهم ومن الآن سأختار الصحبة الصالحة.

        أحبابي الصغار: نستفيد من القصة أننا نتأثر بسلوك أصدقائنا بشكل عفوي، فيجب علينا ألا نقلد شيء دون أن نفكر به، لأنه سيجل لنا الخجل أمام الآخرين، وسيعاقبنا الله على أفعالنا، فلذلك يجب علينا أن نختار الصحبة الصالحة التي ترشدنا إلى فعل الخير، وألا نفعل السوء ولو كان الجميع يفعله، فكل إنسان مسئول عن نفسه وعن تصرفاته.

جدول المحتويات

راسلنا

أقرأ المزيد من تلخيصات الكتب