هو مصطفى كمال محمود طبيب وكاتب وفيلسوف مصري، عمل كطبيب بعدما تخرج في عام 1939 وتخصص بالأمراض الصدرية، ولكن اهتماماته تحولت إلى الكتابة والبحث العلمي في عام 1960، وكتب حوالي 89 كتاب منها كتب سياسية وعلمية واجتماعية وفلسفية ودينية.
مصطفي محمود
كان مصطفى محمود يعيش في ميت الكرماء الموجود بالقرب من مسجد المحطة المعروف.
وكان يعتبر كأحد أشهر المزارات الصوفية وذلك كان له أثر كبير في توجهاته وأفكاره.
كان متفوقا في دراسته حتى تعرض للضرب من أستاذ اللغة العربية الذي كان يدرس له لذلك انقطع عن الدراسة لمدة ثلاث سنوات، وعندما انتقل المعلم الذي ضربه عاد للدراسة مرة أخرى.
وقام بإنشاء معمل صغير داخل منزل والداه ليصنع الصابون داخله والمبيدات الحشرية ليقوم بقتل الحشرات.
لكنه كان يقوم بجمع الحشرات لتشريحها، وعندما تمكن من الالتحاق بكلية الطب كان يعرف بالمشرحجي لأنه كان يمضي اليوم بأكمله أمام الجثث ويتساءل عن أسرار الحياة والموت.
هل ألحد مصطفى محمود وقصته مع الوجودية
هل ألحد مصطفى محمود – في وقت الثمانينات زاد التيار المادي وظهرت الوجودية، وكان هذا التيار يحيطه بشدة وقد صرح بأن الأمر قد أخذ من ثلاثين عاما من التمعن في قراءة الكتب ومئات الليالي من التأمل والتفكر في النفس ليستطيع قطع كل الطرق الصعبة والشائكة حتى استطاع الكتابة على درب اليقين.
وفي تلك الثلاثون عاما التي كان يبحث فيها عن الله والتي امتلأت أيضا بالشك والمعاناة، وقد قرأ أثناء تلك الفترة عن الإبراهيمية والبوذية والزرداشتية.
وأيضا كان يقوم بممارسة تصوف الهنود الذي كان يقوم على وحدة الوجود، ولذلك يعني أن الخالق هو المخلوق وأن الرب هو الكون ذاته وأنه الطاقة الموجودة داخل جميع المخلوقات.
ولكن ما كان ثابتا خلال فترة شكه التي امتدت لثلاثين عاما أنه لم يلحد ولم ينف وجود الله بشكل كامل، ولكنه كان عجز عن الوصول إلى التصور الصحيح لله.
الجانب الإيجابي في تلك التجربة أنها جعلت منه مفكر ديني كبير ولم يكن مصطفى محمود هو أول من خاض تلك التجربة فالجاحظ مر بتلك التجربة وكذلك أبو حمد الغزالي الذي استغرقته تلك المحنة حوالي ستة أشهر.
وأهم ما خرج منه بتلك التجربة هي الكتب العميقة التي تناقش تلك القضية الشائكة مثل رحلتي من الشك إلى اليقين ولغز الموت وحوار مع صديقي الملحد ولغز الحياة والعديد من الكتب الأخرى التي اعتمد فيها على الفطرة التي خلق الله كل إنسان ووضعها داخله.
تلك النظرية تقترب من نظرية الوعي الكوني التي كتبها العقاد، وعندما نشر كتابه الأول وأخذ العائد المالي قام ببناء مسجد باسمه وحوالي ثلاثة مراكز طبية للاهتمام بأصحاب الدخل المنخفض، كما أنشأ مستشفى وأربع مراصد فلكية ومتحف جيولوجي.
مصطفى محمود العلم والإيمان
مصطفى محمود العلم والإيمان – عندما عرض على مصطفى محمود فكرة البرنامج وافق من البداية مقابل 30 جنيها للحلقة الواحدة ولكن البرنامج فشل منذ بدايته، وعندما علم أحد رجال الأعمال قام بإنتاج البرنامج على نفقته الخاصة ليصبح البرنامج بعدها أحد أشهر البرامج التلفزيونية.
لكن قد تم وقف البرنامج بعد إصدار قرار بذلك، وقد صرح ابن مصطفى محمود بأن القرار قد خرج من الرئاسة الجمهورية إلى وزير الإعلام في ذلك الوقت صفوت رشوان، وقد توقف البرنامج بعد تقديم ما تعدى ال 400 حلقة.
قصة آخر أيام مصطفى محمود مع المرض
قصة آخر أيام مصطفى محمود مع المرض – مر مصطفى محمود بمحنة كبيرة أدت إلى اعتزاله الكتابة وانقطاعه عن الناس حتى أصيب بجلطة دموية وأصبح يعيش منفردا ووحيدا في عام 2003، وكان يبرع في العديد من المجالات منها الفلسفة والأدب والفكر والتصوف.
غالبا ما كانت مقالاته تثير جدل واسع في وسائل الإعلام والصحف، وقد صرح كامل الشناوي عنه أنه قد ألحد على سجادة الصلاة لأنه كان يتصور أن العلم من الممكن أن يجيب على كل تساؤلاته، ولذلك توجه إلى البحث في جميع الأديان السماوية والأرضية بعدما خاب العلم في التفسير وتوصل إلى القرآن الكريم الذي أجاب عن جميع تصوراته.
تكريم مصطفى محمود
قد تم تكريم مصطفى محمود للعديد من المرات، مثل حصول روايته رجل تحت الصفر على جائزة الدولة في عام 1970، وفي عام 2008 كتب فيصل أكرم الشاعر مقالا عنه في جريده الجزيرة الأسبوعية.
وطلب من الجريدة بعمل ملف خاص يتحدث عن مصطفى محمود تكريما له وتم إصدار الملف في عام 2008 والذي احتوى على كتابات لحوالي 30 مثقف عربي محب لمصطفى محمود.
وفاة مصطفى محمود
قد توفى مصطفى محمود في يوم السبت الموافق 31 من أكتوبر في عام 2009 في عمر ال 87 عاما، وذلك كان بعدما خاض رحلة للعلاج امتدت لعدة أشهر.